بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة على من لا نبيّ سواه أما بعد
سلسلة تيسير علم مصطلح الحديث : لنتعرف على أهم المصطلحات فيه و نفهمها
موضوع مهم لكل مسلم ألا و هو علم مصطلح الحديث سأحاول أن أبين لأخواني بعض المصطلحات التي نقرأها في كتب الحديث النبوي و لا نفهمها
سأحاول أن أبسط لكم هذا العلم و نتعلم سويا فيه ما ينفعنا و ما يمكننا أن نفهم مستقبلا أي ملاحظة أو حكم في أي كتاب يتناول بالحديث عن الأحاديث النبوية.
تعريفات مهمه في مصطلح علم الحديث:
ما معنى مصطلح علم الحديث؟
علم يهتم بأصول و قواعد يُعرف بها أحوال السّنَدِ و المتْنِ من حيث القبول أو الردّ و تمييز الصحيح من السقيم من الأحاديث
ما معنى السند؟
السند هو سلسلة الرجال الراوين للحديث أو للمتن
مثال:
أن يقول الراوى حدثنا فلان عن فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
ما معنى المتن؟
هو ما ينتهي إلى السند من الكلام
مثال:
المتن باللون الأخضر
و السند باللون الأحمر
عن عائشة رضى الله عنها قالت أنّ النبي صلى الله عليه و سلّم قال:
من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
ما معنى الحديث؟
الحديث هو كل ما أُضيف إلى النبي صلى الله عليه و سلّم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة
ملاحظة:
كذلك إذا قرأت في الكتب خبر فيعني ذلك الحديث
خلاصة:
الحديث أو الخبر ينقسم إلى قسمين السند و هو سلسلة الرواة الذين يرونه و المتن هو نص الحديث إذا صح القول و هو يأتي بعد السند
و الحديث النبوي هو كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفه
القول و الفعل معلومان لكم إن شاء الله و التقرير أن يرى النبي صلى الله عليه و سلم فعلا من صحابي فيقره عليه أي يوافقه فيُعتبر ذلك سنة و حديثا عن النبي صلى الله عليه و سلم أما الصفة فهي وصف للنبّي صلى الله عليه و سلمّ سواء كانت خَلقية أو خُلقيّة.
تقسيم الخبر ( الحديث) حسب وصوله إلينا
إذا جاءنا الخبر أو الحديث بطرق عديده بلا حصر عدد معين فهو المتواتر
يعني نجد حديثا معينا يرويه مجموعه من الصحابة يرويه عنهم مجموعه من التابعين و بعدهم مجموعه من الرواة حتى آخر السلسة نقول عنه متواتر و هذا النوع الأول
أما النوع الثاني فهو الخبر أو الحديث الذي له طرق محصورة بعدد معين أو بطريقة واحدة أو اكثر ما لم يبلغ التواتر و اسمه الآحاد
و هذا رسم قمتُ به يُبين هذا التقسيم:
الخبر أو الحديث المتواتر
هو الحديث الذي يرويه في كل طبقة من طبقات سنده كثيرون بحيث يستحيل عقلا تواطؤهم على الكذب
تفسير معنى الطبقة: الطبقة من الرواة هل مجموعه من روى الحديث فمثلا الصحابة الذين رووا الحديث يُعتبرون الطبقة الأولى و الذين رووا الحديث مرة أخرى يُعتبرون طبقة ثانية و هكذا إلى آخر من روى الحديث.
شروط الخبر المتواتر
شروطه أربع:
1.أن يرويه عدد كثير و هنالك من حدد من العلماء فقال العشرة فما فوق
2. أن تكون كثرة الرواة في كل جميع الطبقات من السند
3. أن يستحيل عقلا تواطؤهم على الكذب
4. أن يكون ُمسْتَنَدُ خبرهم الحسُّ كقولهم سمعنا رأينا أو لمسنا
بهذه الشروط يسمى الحديث متواترا
حكم الخبر أو الحديث المتواتر
المتواتر يُفيد العلم الضروري أي اليقيني الذي يجعل الإنسان يُصدّقه تصديقا جازما كمن شاهد أمرا بنفسه فلا يتردد في قبوله و تصديقه
مثل القرآن جاءنا متواترا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم لدرجه يستحيل عقلا أن نُكذّب ذلك بل نصدّقه و نسلّم بحقيقته
أقسام الحديث المتواتر
1. المتواتر لفظا:
هو ما تواتر لفظه و معناه
مثل الحديث: من كذب عليّ متعمدا فليتبوّأ مقعده من النار
رواه أكثر من 70 صحابيا رضوان الله عليهم
2. المتواتر معنويا:
هو ما تواتر معناه دون لفظه مثل أحاديث رفع اليدين في الدعاء فقد ورد فيها أكثر من 100 حديث عن النبي صلى الله عليه و سلّم
خلاصة للخبر أو الحديث المتواتر
الحديث المتواتر يُعتبر قليلا إذا ما قٌورن ببقية الحديث النبوي
و يُعتبر الحديث المتواتر أقصى درجات اليقين في أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم و التي لا تحتاج إلى كثير من التقديق و التحقيق و النظر و أشهر الكتُب و المصنفات التي أوردت الأحاديث المتواترة هي كتاب الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة لللإمام السيوطي
و نظم المتناثر من الحديث المتواتر للإمام الكتاني
خبر الآحاد أو خبر الواحد
تعريفه: خير الآحاد هو ما لم يجمع أو تتحقق فيه شروط المتواتر
حكمه: يفيد العلم النظري أي العلم الذي يستحق منا النظر و التدقيق و الاستدلال بعكس الحديث المتواتر
أقسام الخبر الواحد: ينقسم خبر الآحاد إلى 3 اقسام هم
المشهور
العزيز
الغريب
*
المشهور
تعريفه: هو ما رواه ثلاثه فأكثر في كل طبقة و لم يبلغ حد التواتر
العزيز
هو الحديث الذي لا يقل رواته عن الإثنين في كل طبقة
الغريب
هو ما انفرد بروايته راو واحد فقط
تلخيص:
1. الحديث يعني الخبر و يعني كذلك كذلك الأثر
2. السند هو سلسلة الرجال الراوين للحديث
3. المتن هو نص الحديث أو القول المنسوب للنبي صلى الله عليه و سلم
4.الحديث هو كل ما أُضيف إلى النبي صلى الله عليه و سلّم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة
5. ينقسم الحديث من ناحية وصوله إلينا إلى متواتر و آحاد
6. الحديث المتواتر هو الذي جاءنا بطرق عديده بلا حصر عدد معين في كل طبقة من طبقات الاسناد
7. الحديث المتواتر يفيد العلم اليقيني حيث لا نحتاج إلى بحث أو نظر حيث يستحيل عقلا أن يتواطئ جميع الرواة على الكذب كما يُشترط أن تكون كثرة الرواة في كل طبقات الاسناد و أن يكون منتهى خبرهم الحس كقولهم سمعنا أو رأينا
8. الحديث الواحد أو خبر الآحاد هو الحديث الذي له طرق محصورة بعدد معين أو بطريقة واحدة أو اكثر ما لم يبلغ التواتر
9.حديث الآحاد هو الحديث الذي لم يبلغ شروط المتواتر
10. حديث الآحاد يفيد العلم الظني الذي يحتاج العلم و الاستدلال و البحث للتأكد من صحته و سرمته
11.ينقسم حديث الآحاد إلى 3 أقسام هم:
المشهور الذي يزيد رواته عن الثلاث في كل طبقة و لا يبلغ درجة المتواتر
العزيز هو الحديث الذي يرويه راوين في كل طبقة
الغريب الذي يرويه راوٍ واحد في كل طبقة
الفصل الثاني من التعرف على مصطلحات الحديث الشريف سوف تكون تحت مبحث جديد سميته
الحديث المقبول
ينقسم الحديث المقبول إلى قسمين هما:
1. الحديث الصحيح
2. الحديث الحسن
و ينقسم الصحيح إلى قسمين هما:
1. صحيح لذاته
2. صحيح لغيره
و كذلك الحديث الحسن حيث ينقسم إلى:
1. حديثٌ حسن لذاته
2. حديثٌ حسن لغيره
و سوف نشرح ذلك لاحقا كل نوع بشكل مبسّط
و هذا رسم توضيحي لأقسام الحديث المقبول
الحديث الصحيح
تعريفه:
هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ و لا علّة
شرح التعريف:
اتّصل سنده: يعني كل راوٍ للحديث قد أخذه مباشرة عمن فوقه من أول سند الحديث إلى منتهاه
مثلا أن أقول حدثني علي عن عمر عن مسعود أن أحمد قال
يعني علي من المفروض أن يكون سمع الحديث مباشرة من عمر و عمر سمعه من مسعود و مسعود سمعه من أحد.
نقل العدل الضابط: يعني رواة الحديث يجب أن يكونوا عدولا ثقة مسلمين غير فاسقين و لا فاقدي المروءة هذا تعريف العدل اما تعريف الضابط يعني يتقن الحفظ و يضبط الحديث من غير شك أو اختلاط و الضبط يكون ضبط صدر يعني بالحفظ و ضبط كتاب
من غير شذوذ و لا علّة: هو أن لا يكون الحديث شاذا و الشذوذ هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه أما العلة فهي الأسباب الخفية التي تقدح في صحة الحديث رغم أنّ الظاهر يُبيّن سلامته.
سأقدم لأخواني مثالا حيث يفهموا بالضبط عمليا الحديث الصحيح و سنطبق ما تعلمناه في الحديث التالي:
حدّثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه و سلّم قرأ في المغرب بالطور
حديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه
اللون الأحمر: هو السند
اللون الأخضر : هو المتن
هذا الخبر صحيحٌ لأنّ كل راو روى عن شيخه أو عن من سمع منه مباشرة فيكون سنده متصلا و هذا الشرط الأول لصحة الحديث
الشرط الثاني و الثالث هو أنّ رواته عدولٌ و ضابطون فمثلا عبد الله بن يوسف يقول العلماء الجرح و التعديل ثقة متقن لحفظه و مالك بن أنس هو إمام أهل المدينة المشهور مذهبه في الآفاق و ابن شهاب الزهري العالم الكبير و شيخ إمام مالك فقيه متقن و محمد بن جبير كذلك و من التابعين الأجلاء و جبير بن مطعم صحابي جليل
و الشرط الرابع أنّه غير شاذ اذ لم يُعارضه ما هو أقوى منه و الشرط الخامس أنّ الحديث لا عله قادحة فيه و بذلك يحكم العلماء على هذا الحديث بأنّه صحيح و يُعمل به
ملاحظة مهمه
الحديث الصحيح يوجِب العمل و يُعتدّ به عند أهل الأصول و الفقهاء و هو حجة شرعية يجب كل مسلم تركه و ترك العمل به
أشهر كتب الأحاديث الصحاح:
صحيح البخاري
صحيح مسلم
*
الحديث الحسن
تعريفه:
هو الحديث الذي منزلته بين الصحيح و الضعيف و يُمكن أن نقول هو الحديث الذي اتصّل سنده بنقل العدل الذي خفّ ضبطه عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ و لا عله
يعني أنه مثل الحديث الصحيح إلاّ أنّه يشكو من خفّة الضبط
و هو في الاحتجاج به كالصحيح و لكن دونه في القوّة.
و من أشهر الكتب التي غلب عليها الحديث الحسن هي:
سنن أبي داوود
سنن الدارقطني
جامع الترمذي
الصحيح لغيره و الحسن بغيره
تكلمنا سابقا و قلنا أن الحديث المقبول ينقسم إلى أربعة أقسام و هي:
الصحيح لذاته
الصحيح لغيره
الحسن لذاته
الحسن لغيره
أما تعريف الصحيح لذاته و الحسن لذاته فهو نفس تعريف الصحيح و الحسن الذي سبق
و سُمي لذاته لكونه لا يستحق لغيره من الأحاديث فهو بذاته صحيح و الحسن كذلك فهو حسن لحسن الحديث بذاته
تعريف الصحيح لغيره:
الصحيح لغيره هو أنّ حديثا حسنا يُروي مرة أخرى من طريق آخر عن طريق رواة آخرين سمعوا نفس الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم فهنا يكون لدينا روايتين حسنتين لحديث واحد و لكن برواة آخرين فيحكم أهل الحديث بأنّه صحيحٌ و لكن لغيره لأنّ الصحة جاءت من غيره أي من حديث آخر
تعريف الحسن لغيره:
و هكذا الأمر بالنسبة للحديث الحسن لغيره حيث يجتمع لنا حديث ضعيف برواة مختلفين و روايتين مختلفتين لنفس الحديث فيرتقي هذا الحديث الضعيف إلى مرتبة الحديث لحسن و لكن ليس لذاته بل لغيره.
تلخيص للحديث المقبول
1.الحديث المقبول هو الحديث الذي بعد الاستدلال و البحث تبيّن أنه حديث صحيح أو حسن بصنفيهما لذاته أو لغيره.
2.تعريف الحديث الصحيح هو الحديث الذي اتصل سنده بنقل رواة عدول و ثقة من غير أن يكون شاذا أو به علّة
3. الحديث الحسن هو الحديث المتصل سندهال منقول عن الرواة العدول من غير شذوذ و لا عله مع قلة ضبط و هذا الفرق بين الصحيح و الحسن.
4. الحديث الصحيح و الحسن موجب للعمل به و التصديق به كما يحتج به الفقهاء و علماء الحديث و الأصول و يُعتبر حجّة شرعية.
الفصل الثالث
الحديث المردود
تعريف الحديث المردود: هو الحديث الذي لم يترجّح صدق المخبر به لفقدانه شروط القبول التي ذكرناها في الحديث الصحيح و الحسن
و اقسامه كثيرة و أطلق عليه العلماء اسم عام هو الحديث الضعيف
و أسباب رد هذا النوع من الأحاديث يرجع إلى سببين إثنين هما:
1. سقط من الاسناد أي يعني مثلا أن يسقط راو من سلسله الاسناد و بصورة ابسط مثلا روى محمد عن عليّ حديثا لكن العلماء تأكدوا من أنّ محمد و علي لم يكونا في نفس الفترة و لم يُعيشا في نفس الزمن فيكون الحديث ناقصا راو آخر يربط بين علي و محمد حيث من المفروض أن يكون محمد قد سمع من راو آخر و لكنه في سلسه رجال الاسناد غير موجود فهذا سبب لدى علماء الحديث لردّه و عدم قبوله و الحكم بضعفه
2.طعن في الرواي و يعني ذلك مثلا أن يكون أحد الرواة من المسلمين الفسقة او من الرواة الذين يخلطون في الحديث أو مشهورين بالنسيان أو ناقصي مروءة أو غيرها من الأسباب التي تجعل العلماء يردّون الحديث و لا يقبلونه
يُعتبر الحديث الضعيف من اصعب البحوث الحديثية و التي يلزم دراستها باستفاضة كبيرة و فأصنافه كثيرة و سأذكر بعضها حتى لا أعقّد عليك فهم المادّة.
قلنا أن اسباب ضعف الحديث يرجع إلى سببين هما:
1.سقط في الاسناد
2.طعن في الرواي
و حسب كل سبب من هذين السبيبن هنالك أنواع من الأحاديث الضعيفة.
ضعف بسبب سقط في الاسناد
سأذكر بعض أنواع الحديث الضعيف الذي سبب ضعفه سقطٌ في الاسناد
1. الحديث المُعلّق: و تعريفه هو ما حُذف من مبدأ اسناده راو فأكثر على التوالي مثل أن يقول الراوي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم دون أن يذكر سلسلة الرواة و عن من يروي هذا الحديث
أو أن يسقط كل الرواة و يذكر الصحابي و التابعي فقط فهذا الحديث يُسمى معلقا و غير موصول السند و معظم رواته غير معروفين فيُحكم على الحديث بالضعف.
2.الحديث المرسل: هو ما سقط من آخر اسناده مَنْ بعْد التابعي و التابعي هو الذي لم يرى النبي صلى الله عليه و سلم و لكنّه رأي الصحابة و عاش معهم و روى عنهم.
يعني أن يقول التابعي أنّ الرسول صلى الله عليه و سلم قال و يروي الحديث و هو لم يرى النبي صلى الله عليه و سلم ليروي الحديث فيكون بهذه الحاله قد أسقط الصحابي الذي روى عنه و أرسل الحديث للنبي مباشرة و هو نوع من الأحاديث الضعيفة.
3.الحديث المُعضل: هو الحديث الذي سقط من رواته راويين على التوالي
و غيرها من أنواع الحديث الضعيف و هي كثيرة من ناحية الاسناد كالمنقطع و هو الحديث الذي لم يتصل اسناده و المُدلّس هو الحديث الذي أخفى راويه عيبٌ فيه و حسّن مظهره ليبدو صحيحا و المرسل الخفي هو الحديث الذي يروي فيه الرواي عن شخص لقيه أو عاصره و لم يسمع منه أصلا الحديث و يوهم السامع أنه سمع منه و المُعنعن و المؤنّن و غيرها كثير.
و هذه صورة توضيحيه للأحاديث الضعيفة التي تشكو سقطا في الاسناد
نتكلم الآن عن الحديث الضعيف المردود بسبب طعن في الرواي
ضعف بسبب الطعن
المراد بالطعن هو تكلم العلماء في الرواة من ناحية العدالة و الدين و الضبط و الحفظ و التيقظ و اسباب الطعن في الرواي متعددة سأذكر أهمها:
1.الكذب
2. التهمه بالكذب
3. الفسق
4.البدعه
5. الغلط
6.سوء الحفظ
7. كثرة الأوهام
8. مخالفة الثقات
و أنواع الحديث المردود بسبب الطعن في الرواي كذلك كثيرة سأقتصر على ذكر أشهرها حتى لا أُطيل عليكم و هي:
1. الحديث الموضوع: و هو الحديث المكذوب عن النبي صلى الله عليه و سلّم و منسوب له و يحرم العمل به و روايته و قد ألف العلماء قديما و حديثا كتبا في هذه الأحاديث الموضوعه ككتاب الموضوعات للإمام الجوزي و في العلماء المعاصرين الألباني و كتابه سلسله الأحاديث الضعيفة و الموضوعه.
2.الحديث المتروك: و هو الحديث الذي يكون أحد رواته متهما بالكذب في كلامه العادي و حياته اليومية
3.الحديث المُنكر: و هو الحديث الذي يكون أحد رواته من ظهر فسقه و فحُش غلطه أو كثُرت غفلته
و غيرها من الأنواع كالمعروف و المُعلل و و هو الحديث الذي به علة قادحة و الحديث المدرج و هو الحديث الذي أُدرج أن أُضيف له ما ليس منه سواء إضافة راو أو إضافة في متن الحديث ليست أصليه فيه و الحديث المقلوب و هو الحديث الذي يُقلب سنده كمثل أن تقول روى علي عن محمد و الصحيح هو العكس روى علي عن محمد أو أن يُقلب متن الحديث مثل أن يقول الراوي و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تُنفق شماله فيقلب فيقول حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه و غيرها من أنواع الضعيف المردود بسبب طعن في الرواي.
رسم توضيحي لأنواع الحديث الضعيف المردود بسبب الطعن في الرواة
تلخيص للمبحث الثالث المتعلق بالحديث الضعيف
إن الحديث الضعيف هو من أصعب البحوث في علم الحديث و يشغل تقريبا كل العلم لكثرة أصناف هذا الحديث و كثرة من وضع الأحاديث و كذب على النبي صلى الله عليه و سلمّ و لكن العلماء كانوا بالمرصاد و أخرجوها و بيّنوا سبب ضعفها
و الحديث المردود لا يُعتد به و لا يُعمل به و لا يُحتج به إلا في حالات نادرة و لكن معظم العلماء يقولون بعدم العمل به على الاطلاق كالألباني رحمه الله
و اسباب رد الحديث يرجع لسببين هما:
1. سقط في الاسناد
2.طعن في الراوي
و ذكرنا أشهر أنواع الحديث بسبب اسقاط في الاسناد كالمعلق و المرسل و المعضل و المنقطع و المُدلَّس و غيرها
أما الحكم بضعف الحديث الذي سببه الطعن في الراوي فهي كثيرة و أشهرها الموضوع و المنكر و المتروك و المدرج و المقلوب و غيرها كثير
و ذكرنا أسباب طعن العلماء في الراوي كمثل الكذب أو اتهامه بالكذب أو سوء الحفظ أو التوهم أو الفسق أو البدعه و غيرها من الأسباب
ختاما للموضوع أقول إن علم الحديث من أشرف العلوم الشرعيه و ما قدمته ليس سوى مدخل صغير لهذا العلم الكبير الواسع جدا فسبحان الله كم اجتهد العلماء و كم تعبوا في التأكد من الرواة و الأحاديث و دققوا فيها و أحدثوا علوما أخرى لتساعدهم على غربلة الحديث كعلم الرجال و هو علم اختصت به الامة الإسلامية دون غيرها من الأمم حيث أنّها صنفت سيرا و تراجما لكل الرواة و ذكروا فيها أحوالهم كما ألفوا علما آخر مصاحبا لهذا العلم إسمه علم الجرح و التعديل
أمة كأمة الإسلام أمّة دليل و طلبٍ للحقيقة لا أمّة تتبع كل قول بدون تدقيق و تثبت و صدَق العالم حين قال إن أضعف حديث في كتب الأمة أوثق من اي مصدر في أي دين آخر و أوثق من أي رواية للتوراة و الانجيل
و صدق العلماء حين قالوا إنّ الإسناد دين فانظروا عن من تأخذون دينكم.
ملاحظة أخيرة و هي أنّنا يجب علينا أن لا نهمل هذا العلم على الأقل باتباع الأحاديث الصحيحة و ما صح من السنة الشريفة حتى نكون على ثقة من كل فعل أو قول نقوم به
هذا ما قدرتُ عليه فإن أصبتُ فمن الله و إن أسأتُ فمن نفسي و من الشيطان
انتهى
اللهم اجعل ما كتبنا خالصا لوجهك الكريم و أكتبه لنا و اجعله في ميزان حسناتنا
آمين
ملاحظة:أرجو إن كان في النص أخطاء الأبلاغ وشكرا لكم