الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
لقد أوحى الشيطان إلى أتباعه ابتكار آلات اللهو والمعازف والتفنن في الضرب عليها ، وحسن لهم سماع الغناء ونمقه وأظهره لهم بهالة عظيمة ، ليصدهم عن سبيل الله ويفسد قلوبهم ويدمر أخلاقهم
وقد كتب عمر بن عبدالعزيز إلى مؤدب ولده يقول : ( ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان ، وعاقبتها سخط الرحمن ، فإنه بلغني عن الثقات من أهل العلم أن صوت المعازف واستماع الأغاني واللهج بها ينبت النفاق في القلب ،كما ينبت العشب على الماء ) ( مختصر اغاثة اللهفان من مكائد الشيطان - 21 )
فالغناء رسول إبليس إلى القلوب ، إذ به يطرب القلب وتنتشي الأعضاء مما يحرك فيها المعصية ، فهو من أعظم الدواعي لها ، ولهذا فسر صوت الشيطان به ، فعن مجاهد في قوله تعالى : ( وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ) ( سورة الإسراء – الآية 64 ) قال استنزل منهم من استطعت ، قال : وصوته الغناء ) ( مختصر اغاثة اللهفان من مكائد الشيطان - 214 )
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( ومن أعظم ما يقوي الأحوال الشيطانية سماع الغناء والملاهي وهو سماع المشركين) قال الله تعالى : ( وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ) ( سورة الأنفال – الآية 35 ) قال ابن عباس وابن عمر - رضي الله عنهما - وغيرهما من السلف و " التصدية " التصفيق باليد و " المكاء " مثل الصفير ، فكان المشركون يتخذون هذا عبادة ،
وأما النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فعبادتهم ما أمر الله به من الصلاة والقراءة والذكر ونحو ذلك ، والاجتماعات الشرعية ،ولم يجتمع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على استماع غناء قط لا بكف ولا بدف ولا تواجد ولا سقطت بردتـه ، بل كل ذلك كذب باتفاق أهل العلم بحديثه ) ( مجموع الفتاوى - 11 / 295 )
والناظر في أهل هذا الزمان يرى أن الشيطان بلغ مراده في هذا الميدان ، فأصبح صوت الشيطان لسان كل ناعق يبث الغناء في الليل والنهار ، وتفنن شياطين الإنس في ابتكار أحدث الوسائل والأساليب والتقنيات في إيصال الغناء إلى القلوب ، فالتقى الغناء والزنا وشرب الخمر ، واستطاع الشيطان بذلك تحطيم النفوس وإفراغها من كل خوف أو محبة لله
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن أسباب كثرة إصابة الناس بالسحر أو العين أو المس والصرع ونحو ذلك ؟؟؟
فأجاب – حفظه الله - : ( من أسباب ذلك الغفلة عن ذكر الله وعن تلاوة كتابه ، وذلك لأن الذكر يعتبر حصناً حصيناً من ضرر الشياطين ، ولذلك نرى أهل الخير والصلاح لا يضرهم عمل السحرة ولا حيلهم ، وأكثر ما يتسلطون على أهل الملاهي والغفلة ، كما أن من أسباب الإصابة عمل المعاصي واقتراف الفواحش ، والذنوب ضد على صاحبها ، فلا يؤمن أن يسلط عليه الشيطان بواسطة الساحر والعائن ونحو ذلك ، وهكذا من الأسباب استعمال آلات اللهو وإدخالها في المنازل فإنها مجلبة الشياطين ومردة الجن حيث إن أغلب ما تتسلط الشياطين على أهل الملاهي وتألف تلك المساكن الخالية عن الخير والمليئة بالأشرار ، فيجد الشيطان إليهم سبيلاً ويستطيع الساحر أن يؤثر فيهم بمن سخره من الجن ، سواء بالصرع أو بالمس أو العين ، وهناك أسباب أخرى كالابتلاء والامتحان وإظهار قدرة الله وإظهار أثر المعاصي ونحو ذلك ، ولا شك أن هذه الإصابات كلها بقضاء الله وقدره ، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، ولكن يسلط الشياطين على أعدائه كما قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَى أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ) ( سورة مريم – الآية 83 ) أي تزجهم إلى الكفر والمعاصي ، فمن أراد الحفظ أو الوقاية من شرهم الحسي والمعنوي ، فعليه أن يتحصن عن الذنوب بذكر الله وطاعته وكثرة الحسنات والأعمال الصالحة والله يتولى الصالحين ) ( منكرات الإنسان فيما يسلط الجن والشيطان )
وقد عم المسلمين الابتلاء في مشارق الأرض ومغاربها بهذا الداء العظيم ، ولا تكاد تسير في طريق أو تركب دابة أو تنزل منزلا إلا وتسمع من ذلك الكثير ، وقد ورد التحذير والوعيد من الانقياد لسماع الغناء والمزامير ، وتلك بعض الأحاديث الدالة على خطورة ذلك :
* عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم - يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولوا : ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ) ( السلسلة الصحيحة 91 )
قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - : يستفاد من الحديث المتقدم فوائد هامة نذكر منها :-
أولا : تحريم الخمر ، وهذا أمر مجمع عليه بين المسلمين
ثانيا : تحريم آلات العزف والطرب ، ودلالة الحديث على ذلك من وجوه :
أ - قوله : ( يستحلون ) ، فإنه صريح بأن المذكورات - ومنها المعازف - هي في الشرع محرمة ، فيستحلها أولئك القوم
ب - اقتران المعازف مع المقطوع حرمته : الزنا والخمر ، ولو لم تكن محرمة ما قرنها معها إن شاء الله تعالى
وقد جاءت أحاديث كثيرة ، بعضها صحيح في تحريم أنواع من آلات العزف التي كانت معروفة يومئذ كالطبل والقنين - وهو العود - وغيرها ، ولم يأت ما يخالف ذلك أو يخصه ، اللهم ! إلا الدف في النكاح والعيد ، فإنه مباح على تفصيل مذكور في الفقه ) ( سلسلة الأحاديث الصحيحة – باختصار – 1 / 188 ، 192 )
* وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ، إذا ظهرت المعازف والقينات ، واستحلت الخمر ) ( صحيح الجامع 3665 )
قال المباركفوري : ( الخسف : أي ذهابا في الأرض وغورا بهم فيها ، والقذف : رمي حجارة من السماء ، والمسخ : أي قلب خلقة من صورة إلى أخرى ، والقينات : أي الإماء المغنيات ) ( تحفة الأحوذي - 6 / 378 )
* عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، ويضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات ، يخسف الله بهم الأرض ، ويجعل منهم قردة وخنازير ) ( السلسلة الصحيحة 9 )
قال المناوي : ( " ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها ، ويضرب على رؤوسهم بالمعازف " أي الدفوف " والقينات " أي الإماء المغنيات " يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير " وفيه وعيد شديد على من يتحيل في تحليل ما يحرم ، بتغيير اسمه ، وأن الحكم يدور مع العلة في تحريم الخمر وهي الإسكار فمهما وجد الإسكار وجد التحريم ، ولو لم يستمر الاسم قال ابن العربي : هو أصل في أن الأحكام إنما تتعلق بمعاني الأسماء لا بإلقائهـا ، ردا على من جمد على اللفظ قال ابن القيم فيه تحريم آلة اللهو ، فإنه قد توعد مستحل المعازف بأنه يخسف به الأرض ويمسخهم قردة وخنازير ، وإن كان الوعيد على جميع الأفعال ، ولكل واحد قسط من الذم والوعيد ) ( فيض القدير – 5 / 391 ، 392 )
* عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة : مزمار عند نعمة ، ورنة عند مصيبة ) ( السلسلة الصحيحة 427 )
قال المناوي : ( هو الآلة التي يزمر بها بكسر الميم قال الشارح : والمراد هنا الغناء لا القصبة التي يزمر بها كما دل عليه كلام كثير من الشراح " ورنة " أي صيحة " عند مصيبة " قال القرطبي وابن تيمية : فيه دلالة على تحريم الغناء ، فإن المزمار هو نفس صوت الإنسان يسمى مزمارا كما في قوله : لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داوود ) ( فيض القدير – باختصار – 4 / 21 )
* ثبت عن ابن عمر – رضي الله عنه – في قول الله عز وجل : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِى لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) ( سورة لقمان – الآية 6 ) ، قال ابن كثير – رحمه الله - : ( قال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - : " لهو الحديث " الغناء والله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات )
وكثير من علماء السلف من قال بذلك منهم ابن عباس ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، ومكحول ، وعمرو بن شعيب ، وعلي بن بذيمة ، والحسن البصري ( تفسير القرآن العظيم - 3 / 378 )
والمتأمل لهذه الأحاديث والآثار يلاحظ التحذير والوعيد الشديد لمن انقاد وراء الغناء والمزمار ، فجعله ديدنه في الصبح والمساء ، وبدلا من أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلبه وجلاء همه وحزنه ، جعل ناصيته بيد الشيطان فاستحوذ عليه وقاده لما يسخط الرحمن
ونعجب من أولئك الذين أباحوا ذلك الأمر ، فأين حجتهم وأين دليلهم ، والدليل شاهد قوي لحرمة ذلك الأمر وخطورته من سياق الأحاديث آنفة الذكر فنسأل الله العافية
والمتتبع للمعاني التي تحتويها وترمز إليها معظم الأغاني التي تذاع اليوم ، يجدها :
أ - الكفر الصريح بالحق جل وعلا
ب- الشرك بالله سبحانه وتعالى
ج - الدعوة الصريحة للإباحية والفساد
إن المتتبع لأحوال العالم الإسلامي اليوم يعتصر قلبه حزنا وأسى ، لما يراه ويسمعه من تفش للمظاهر الهدامة والدخيلة في مجتمعاتنا الإسلامية ، فأصبح القدوة اليوم المطرب والمطربة ، وترى كثيرا من الناس من يشار لهم بالبنان ، وينظر إليهم نظرة إجلال وإكبار وتقدير ، مع أنهم حقيقة ليسوا كذلك ، بل هم من شرار خلق الله على الإطلاق ، ولا تحتوي قلوبهم على مثقال ذرة من الإيمان ، مصداقا لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديث الطويل الذي رواه حذيفة – رضي الله عنه – ونقتصر على ما يهمنا في هذا الموضع : ( فيصبح الناس يتبايعون ولا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال إن في بني فلان رجلا أمينا وحتى يقال للرجل : ما أعقله ! وأجلده ! وأظرفه ! وما في قلبه حبة خردل من إيمان ) ( متفق عليه )
قال المباركفوري : ( " وحتى يقال للرجل" أي من أرباب الدنيا ، ممن له عقل في تحصيل المال والجاه وطبع في الشعر والنثر ، وفصاحة وبلاغة وصباحة وقوة بدنية وشجاعة وشوكة :" ما أجلده " بالجيم " وأظرفه " بالظاء المعجمة " وأعقله " بالعين المهملة والقاف ، تعجبا من كماله واستغرابا من مقاله واستبعادا من جماله
وحاصله أنهم يمدحونه بكثرة العقل والظرافة والجلادة ويتعجبون منه ، ولا يمدحون أحدا بكثرة العلم النافع والعمل الصالح " وما في قلبه " حال من الرجل أي والحال أنه ليس في قلبه " مثقال حبة " أي مقدار شيء قليل " من خردل " من بيانية لحبة هي خردل " من إيمان " أي كائنا منه ) ( تحفة الأحوذي - 6 / 337 ، 338 )
وقد حصل ذلك نتيجة لتفشي الجهل الذي ابتليت به تلك المجتمعات ، وما فطنت هذه المجتمعات أن هذا الصنف من الناس بعيد عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مخالفين بذلك الشريعة والفطرة والعقل ، وقد تعدى ضررهم إلى غيرهم من المسلمين ، فكانوا سلاح الشيطان إلى القلوب ، وطريقه إلى الهوى
إن القدوة لا بد أن تكون لمن هو أهل لها ، ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم هو القدوة الأولى الذي لا بد من الاقتداء به في سائر مراحل الحياة ودروبها ، لأنه تربى على القرآن ، وكان خلقه في حياته ، كما ثبت من حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : ( كان خلقه القرآن ) ( صحيح الجامع 4811 )
قال المناوي : ( " كان خلقه " بالضم : قال الراغب : هو والمفتوح الخاء بمعنى واحد " القرآن " أي ما دل عليه القرآن من أوامره ونواهيه ووعده ووعيده إلى غير ذلك وقال القاضي : أي خلقه كان جميع ما حصل في القرآن ، فإن كل ما استحسنه وأثنى عليه ودعا إليه فقد تحلى به وكل ما استهجنه ونهى عنه تجنبه وتخلى عنه فكان القرآن بيان خلقه انتهى وقال في الديباج معناه العمل به والوقوف عند حدوده والتأدب بآدابه والاعتبار بأمثاله وقصصه وتدبيره وحسن تلاوته ) ( فيض القدير - 5 / 17 )
وكذلك الاقتداء بخلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وصحابته رضوان الله تعالى عليهم أجمعين
ولا بد للمرأة المسلمة أن تجعل القدوة في أمهات المؤمنين خديجة وعائشة وحفصة وسائر الصحابيات رضوان الله عليهن أجمعين ، ويكون لها ذلك نموذجا في الالتزام والتصرف والسلوك ، لأنهن قد تربين على كتاب ربهن وسنة نبيهن صلى الله عليه وسلم
فعلينا الحذر من التقليد واتخاذ القدوة من الذين لا خلاق لهم في الدنيا ، والذين لا يذكرون الله ولا يخافون منه ولا يتجهون إليه ، وممن خالفوا أمره وارتكبوا ما نهى عنه ، فإن اتخاذ القدوة من هؤلاء تفضي إلى مجانستهم ومحبتهم والميل إليهم ، وكل إنسان يحشر مع من أحب ، كما ثبت من حديث أنس وابن مسعود – رضي الله عنهما – قالا : قال رسول الله ص : ( المرء مع من أحب ) ( متفق عليه )
قال المناوي : ( " المرء مع من أحب " طبعا وعقلا وجزاء ومحلا فكل مهتم بشيء فهو منجذب إليه وإلى أهله بطبعه شاء أم أبى ، وكل امريء يصبو إلى مناسبه رضي أم سخط ، فالنفوس العلوية تنجذب بذواتها وهممها وعملها إلى أعلى ، والنفوس الدنية تنجذب بذواتها إلى أسفل ، ومن أراد أن يعلم هل هو مع الرفيق الأعلى أم الأسفل ؟ فلينظر أين هو ؟ ومع من هو في هذا العالم ؟ فإن الروح إذا فارقت البدن تكون مع الرفيق الذي كانت تنجذب إليه في الدنيا ، فهو أولى بها ، فمن أحب الله فهو معه في الدنيا والآخرة ، إن تكلم فبالله ، وإن نطق فمن الله ، وإن تحرك فبأمر الله ، وإن سكت فمع الله ، فهو بالله ولله ومع الله واتفقوا على أن المحبة لا تصح إلا بتوحيد المحبوب ، وأن من ادعى محبته ثم لم يحفظ حدوده فليس بصادق وقيل : المراد هنا من أحب قوما بإخلاص فهو في زمرتهـم وإن لم يعمل عملهم ، لثبوت التقارب مع قلوبهم - قال أنس : ما فرح المسلمون بشيء فرحهم بهذا الحديث وفي ضمنه حث على حب الأخيار رجاء اللحاق بهم في دار القرار والخلاص من النار والقرب من الجبار ، والترغيب في الحب في الله ، والترهيب من التباغض بين المسلمين لأن من لازمها فوات هذه المعية ، وفيه رمز إلى أن التحابب بين الكفار ينتج لهم المعية في النار وبئس القرار ) ( فيض القدير - 265 ، 266 )
فمن أحب محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ومن تبعهم من سلف الأمة فسيحشر معهم ، وإن كان إلى غيرهم متجها وله مقلدا فإنه سيحشر مع هذه الزمرة ، وقد ينتهي به المصير إلى عذاب السعير
قال ابن القيم - رحمه الله - : ( فمن مكايد عدو الله ومصايده التي كاد بها من قل نصيبه من العلم والعقل والدين ، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين : سماع المكاء والتصدية ، والغناء بالآلات المحرمة ، الذي يصد القلوب عن القرآن ، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان ، فهو قرآن الشيطان ، والحجاب الكثيف عن الرحمن ، وهو رقية اللواط والزنى ، وكاد به الشيطان النفوس المبطلة ، وحسنه لها مكرا وغرورا ، وأوحى لها الشبه الباطلة على حسنها ، فقبلت وحيه ، واتخذت لأجله القرآن مهجورا ) ( إغاثة اللهفان – 1 / 242 )
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عن حكم الاستماع للغناء والموسيقى فأجاب – رحمه الله - : ( لا يجوز استماع الأغاني وآلات الملاهي لما في ذلك من الصد عن ذكر الله وعن الصلاة ، ولأن استماعها يمرض القلوب ويقسيها وقد دل كتاب الله المبين وسنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم على تحريم ذلك أما الكتاب فقوله تعالى : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِى لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) ( سورة لقمان – الآية 6 ) الآية وقد فسر أكثر العلماء من المفسرين وغيرهم لهو الحديث بأنه الغناء وآلات اللهو وروى البخاري – رحمه الله – في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) ( السلسلة الصحيحة 91 ) الحديث والحر هو الفرج الحرام ، والحرير معروف وهو حرام على الذكور ، والخمر معروف وهو كل مسكر وهو حرام على جميع المسلمين من الذكور والإناث والصغار والكبار وهو من كبائر الذنوب والمعازف تشمل الغناء وآلات اللهو كالموسيقى والكمان والعود والرباب وأشباه ذلك وفي الباب آيات وأحاديث أخرى غير ما ذكرنا ذكرها العلامة ابن القيم في كتابه إغاثة اللهفان من مكائد الشيطان ) ( فتاوى إسلامية - لمجموعة من العلماء - 3 / 291 )
يقول الأستاذ محمد علي حمد السيدابي : ( اللهو والغناء : هذان أخطر مصائد الشيطان ، واللهو في اللغة : اللعب والغناء : الصوت الذي يطرب وتغنى بالمرأة إذا تغزَّل بها والغناء واللهو من مصائد الشيطان وحبائله التي ينصبها لإضلال الناس ) ( حقيقة الجن والشياطين من الكتاب والسنة - ص 74 )
-----------------------------------------------
المصدر:http://ruqya.net/forum/showthread.php?t=2424