منتدى الرشيد التعليمي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلاً وسهلاً بكم معنا في منتدى الرشيد التعليمي
نتمنى أن تتكرموا بالتسجيل أو الدخول لتتمتعوا بكافة الخيارات والمزايا
يُسعدنا ويُشرفنا تواجدكم
حياكم الله
منتدى الرشيد التعليمي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلاً وسهلاً بكم معنا في منتدى الرشيد التعليمي
نتمنى أن تتكرموا بالتسجيل أو الدخول لتتمتعوا بكافة الخيارات والمزايا
يُسعدنا ويُشرفنا تواجدكم
حياكم الله
منتدى الرشيد التعليمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الرشيد التعليمي

منتدى تعليمي تعلمي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ** أهلاً وسهلاً بكم في منتدى الرشيد التعليمي ** نتمنى أن تجدوا المتعة والفائدة معنا ** الأستاذ : شحادة بشير

 

 ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق

اذهب الى الأسفل 
+2
HUNTER
محمود عجان
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمود عجان
مشرف
مشرف
محمود عجان


عدد المساهمات : 660
نقاط : 11307
السُّمعَة : 66
تاريخ التسجيل : 10/11/2010
العمر : 29
الموقع : ســـــ الرقة ــــورية

ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق Empty
مُساهمةموضوع: ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق   ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق I_icon_minitimeالثلاثاء 16 نوفمبر 2010 - 18:11

ابن عساكر
449– 571هـ
عالم في التراجم وتاريخ المدن
اسمه ونسبه :
أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر .

مولده :
ولد في دمشق سنة 449هـ .

نشأته :
قضى عمره في التعلم والتنقل والتعليم والتأليف فقد نشأ في بيت علم وقضاء وفقه فأبوه كان شيخاً صالحاً عدلاً عرف بين العلماء بحفظه الحديث وأخوه الأكبر الصائن هبة الله كان فقيهاً عارفاً بالقراءات وأفتى في دمشق وكتب في علوم القرآن والحديث واللغة كما كانت أمه من بيت عرف أهله بالعلم والتقوى ، وقد كان لنشأته تلك أثرها الوراثي والبيئي في نبوغه فقد سمع العلم وهو صغير وتردد على كبار الشيوخ فقرأ على سبيع بن قيراط واستمع إلى أبي القاسم النسيب وأبي الفرج الصوري وأبي طاهر الحنائي ، ولم يكتف بتلقيه العلوم عن علماء دمشق بل استكتب شيوخ بغداد وخراسان موجهاً إليهم الأسئلة طالباً التوضيح والتوجيه على طريقة مكاتبة العلماء ومراسلاتهم في ذلك الوقت .

رحلاته :
بعد وفاة والده سنة 519هـ رحل إلى بغداد واستمع إلى المحدثين والعلماء وقد كانت بغداد في مطلع القرن السادس الهجري ما تزال تحتفظ بمركزها العلمي في الحديث والفقه ، فنهل من علومها ما قدر له أن ينهل ولم يمكث في بغداد إلا سنة واحدة .
وبعد عودته من بغداد لم يلبث أن عاد إليها يريد الحج عن طريقها وفي الديار الحجازية سمع من العلماء الذين التقى بهم سواء علماء مكة أو المدينة ، أو من القادمين لأداء فريضة الحج ثم عاد إلى العراق وأقام فيها خمس سنوات تلميذاً في المدرسة النظامية واستمع إلى كبار المحدثين ولم يقتصر في رحلته على بغداد فحسب بل تنقل بين مدن العراق كلها واستمع إلى علمائها ز ثم عاد إلى دمشق سنة 525هـ وبقي فيها أربع سنوات ثم رحل سنة 529ب بعد وفاة أمه إلى خراسان حيث كانت مليئة بكبار العلماء وكما فعل بالعراق طاف ببلاد خراسان فأخذ عن علمائها ودامت رحلته حتى سنة 533هـ عاد بعدها إلى بغداد ثم إلى دمشق وقد شرع في الحديث والتدريس وكان قد بلغ الرابعة والثلاثين من عمره .

الحروب الصليبية :
لقد بدأت الحروب الصليبية في حالة من الانقسام والفوضى في صفوف العالم الإسلامي ، فقد كانت دمشق تخضع لحكم السلاجقة وتمر بأزمات عديدة من جراء خصومة الإخوة وهجوم الأعداء إلى أن ظهر نور الدين محمود (ورث عن أبيه امارة حلب ، نشأ نشأة إسلامية وكان تقياً مستقيماً متشدداً مؤمناً بأهمية دوره في قيادة الجهاد لاقتلاع الصليبين الغزاة من بلاده) على المسرح السياسي وهو يحمل عقيدة الجهاد في نفسه وطموح الأبطال في صدره والرغبة الجامحة في إقامة دولة قوية متماسكة ليشكل نقطة تحول كبيرة في مسار الأحداث ، وأمام هذه الأجواء المتوترة والتي كانت تعيشها دمشق أراد سكانها الخلاص من هذه الحالة وباتوا يتطلعون إلى المنقذ (نور الدين محمود) بعد أن ذاع صيته وقويت شكيمته (شدة النفس والإباء) وسيطر على بعلبك القريبة من دمشق فوجهت الدعوات إليه للقدوم وتسلم السلطة في دمشق .

قدوم نور الدين إلى دمشق :
جاء نور الدين إلى دمشق متلهفاً لا لحكمها بل لكونها الثغر الأقرب والأقوى لمواجهة الصليبين ومحاربتهم ، وكان قبل وصوله إلى دمشق قد هزم الصليبين في معركة يغرا 543هـ وقتل أمير انطاكية 544هـ وفتح حصن أفاميا 545هـ وحرر البلاد شمال حلب لتعود إليها حريتها وأزال الخوف والذل عنها وبهذه الانتصارات والعزيمة التي لا تلين استثار نور الدين النفوس حماسة لفعاله وشمائله وشجاعته فتطلعت إليه العيون والتفت حوله القلوب ، لقد كان يمتلك نظرة قيادية استراتيجية في بناء الدولة وجعلها قادرة على تحمل أعباء الجهاد والتحرير لقد كانت مداركه الحضارية واسعة فاهتم بالحياة الثقافية وتنشيطها وأقام الصروح الكبيرة التي تخدم السواد الأعظم من الناس ومن هنا كان اللقاء بين ابن عساكر ونور الدين .

ابن عساكر ونور الدين محمود :
لقد شهد ابن عساكر قبل مجيء نور الدين التجربة القاسية المريرة يوم أقبلت جموع الصليبين تحاصر دمشق تريد الاستيلاء عليها فاستعصت عليهم بمقاومة شعبها وصمودهم وفكر ابن عساكر في تلك التجربة طويلاً وكان يعرف أن الخلاص لا يتم إلا بالوحدة وأن الوحدة لا يمكن أن تتم إلا بقيادة مخلصة واعية شجاعة مؤمنة وكان هذا القائد هو نور الدين محمود والتقى الرجلان وتمتنت العلاقات بينهما حتى صار نور الدين يحضر مجالس ابن عساكر ويستمع إلى أحاديثه وبنى الملك العادل نور الدين أول دار للحديث الشريف وتولى ابن عساكر الإشراف عليها والتدريس بها ، فأدى للعلوم الإسلامية خاصة والثقافية عامة خدمة طبعت بآثارها الأجيال المتلاحقة كما قام الملك العادل بتشجيع ابن عساكر على اكمال مصنفاته ولا سيما مشروعه العلماق في تاريخ دمشق وكان الملك العادل قد رأى في الإمام ابن عساكر مطلبه ومبتغاه الذي يستعين به في تحقيق هدفه وبلوغ مراده فاستجاب ابن عساكر لرغبة الملك العادل في الاستمرار بالتصنيف والتأليف .

نظرة نور الدين الثاقبة :
ومع هذا البناء الداخلي المحكم استطاع الملك العادل أن ينقل الموقف بالنسبة لحرب الصليبين من مواقف الدفاع إلى مواقف الهجوم حتى إنه بدأ يعد العدة لخوض معركة فاصلة فعمل على أن يحول بينهم وبين السيطرة على مصر ، وعندما أيقن الصليبيون أنه بات من المحال عليهم التوسع في الشام توجهوا بأنظارهم إلى مصر فأدرك القائد نور الدين ذلك وأرسل ثلاث حملات متواليات تمكنت من إحباط مخططهم وإنهاء الوضع المتردي في مصر وتم تعيين صلاح الدين الأيوبي والياً عليها ومن ثم سقطت الخلافة الفاطمية وتوحدت مصر مع سورية ، وكان ابن عساكر في هذه الفترة مواكباً لنور الدين محفزاً الهمم داعياً للجهاد في سبيل الله .

شخصية ابن عساكر :
لقد عرف ابن عساكر بالنزاهة والاستقامة وقد ساعدته هذه الصفات الخُلُقية في منهجه في الحياة فأضاءت سبيله وأنارت طريقه وأعانته على استسهال الصعاب في سبيل عمله وكان شديد التدين والتعفف كما كان بعيداً عن إغراءات الدنيا من منصب أو جاه بالإضافة إلى اعتداده بمكانة العلماء ودورهم الفعال في كل زمان ومكان .

ابن عساكر وصلاح الدين :
ومما يدلنا أيضاً على جرأته في الحق غيابه عن حضور مجالس السلطان صلاح الدين وعندما عاتبه في ذلك أجابه ابن عساكر : نزهت نفسي عن مجلسك فإني رأيته كبعض مجالس السوقة لا يستمع فيه إلى قائل ولا يرد جواب متكلم وقد كنا بالأمس نحضر مجلس نور الدين فكنا كما قيل كأنما على رؤوسنا الطير تعلونا الهيبة والوقار فإذا تكلم أنصتنا وإذا تكلمنا استمع إلينا فتقبل صلاح الدين هذا النقد اللاذع وطلب من رجال مجلسه الالتزام والإنصات بوجود ابن عساكر .

منهج ابن عساكر :
في أيام الدولة الأموية كانت دمشق منارة الثقافة والعلوم ، أما بزوال الخلافة ومجيء الخلافة العباسية وتمركزها في بغداد فقد خفت المد الثقافي عنها ولم يطل خفوت التطور الثقافي عن دمشق فما إن جاء القرن الرابع الهجري حتى عادت مدرسة الشام إلى الظهور واحتلت مكاناً بارزاً في جميع الميادين والمعروف أن كتابة التاريخ قد تأثرت بأسلوب المحدثين نظراً للمكانة الرفيعة التي احتلها علم الحديث وللمنهج النقدي لدى علماء الحديث وغزارة المادة الإخبارية التي اجتمعت لديهم فكيف إذا كان المؤرخ محدثاً أيضاً كما هو الحال مع ابن عساكر فالمنهج الذي سار عليه هو منهج المحدثين وكانت مصادره في كتاباته ترجع إلى أربعة أنواع الأول : كتب الحديث ويدخل في سماعاته من شيوخه ومكاتباته الثاني : كتب التراجم والتاريخ ، الثالث : كتب اللغة والشعر والفنون الأخرى والرابع : مؤلفات غيره كمؤلف الخطيب البغدادي صاحب تاريخ بغداد وابن أبي حاتم صاحب الجرح والتعديل والجرجاني صاحب الكامل في الضعفاء .

تاريخ دمشق :
لقد نهج ابن عساكر منهج من سبقه في هذا المضمار مع شيء من التغيير والتوسع والتطوير في طريقة العرض وتصنيف المواد وزيادة تتماشى ووفرة المعلومات في عصره ونستطيع أن نطلق على كتابه أنه كتاب تراجم بالدرجة الأولى نهج فيه منهج المحدثين في ذكر السند مهما طال أو تعدد ثم يذكر الخبر واتبع في التراجم الترتيب الهجائي مرتباً إياها على حروف المعجم مبتدئاً بمن اسمه أحمد تيمناً بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأنهى الكتاب بفصل يحتوي على من عرف بكنيته فقط ولم يصل إليه اسمه كاملاً ثم بمن ذكر نسبته وبمن لم يسم في روايته ثم ذكر النساء والإماء ، وقد أوضح ابن عساكر في كتابه أنه يذكر المعلومات التي لديه عن المترجم لهم بكل جوانبها إذ يقول في مقدمة كتابه : (وذكر مالهم من ثناء ومدح واثبات ما فيهم م هجاء وقدح وايراد ما ذكروه من تعديل وتجريح وحكاية ما نقل عنهم من جد ومزح وبعض ما دفع إلي من رواياتهم وتعريف ما عرفت من موالدهم ووفياتهم) .

بعض الآراء في كتابه :
ذكر ابن خلكان (أحمد البرمكي مؤرخ ولد في اربيل 608-681هـ) في كتابه وفيات الأعيان وصفاً لكتاب تاريخ دمشق : إن العصر يقصر عن أن يجمع فيه الإنسان مثل هذا الكتاب بعد الاشتغال والتنبيه ويقول المؤرخ ابن الأثير (أبو الحسن عز الدين علي بن الأثير له كتاب الكامل في التاريخ) : (لقد صنف تاريخ الشام في ثمانين مجلدة فهي باقية بعده مخلدة وقد أبر على من تقدمه من المؤرخين وأتعب من يأتي بعده من المتأخرين) .

مدة تأليف الكتاب :
وقد طالبت مدة تأليف هذا الكتاب ثلاثين عاماً أو أكثر قليلاً ومثل هذه المدة الطويلة في تأليف هذا السفر الكبير تدل على دأب المؤلف وصبره وجلده وإرادته القوية وإيمانه الكبير بفائدة العلم بالإضافة إلى حبه الواسع لبلده ما تستطيع أن تطلق عليه (الوطنية الخالصة الصادقة) وطبيعي أن تشجيع الملك العادل نور الدين محمود قد مده بالعون فلقد ذكر ابن عساكر أنه كان قد بدأ في تاريخه قبل قدوم نور الدين إلى دمشق وأن نور الدين لما وصله خبر جمعه شجعه على الاستمرار ، وإن هذا الكتاب هو أشهر مؤلفات ابن عساكر وقد قدم له بمقدمة في أصل اشتقاق تسمية الشام وتاريخ مدينة دمشق وبنائها واجاء في الأثر عن فضلها ثم تكلم عن فتح الشام وخطط الشام وماضيها من معالم ومنشآت ومياهها وجبالها وعيونها أما بقية كتابه فمخصصة لترجم كل من نبغ من أبناء دمشق أو من دخلها من غيرهم أو اجتاز بنواحيها من الولاة والقضاء والعلماء والقراء والنحاة والرواة ، والكتاب يقع في ثمانين مجلدة موزعة على ثمانمائة جزئ بحسب تجزئة المؤلف للاصل ويحتوي هذا التاريخ نحواً ن عشرة آلاف ترجمة ونسخه موزعة بين مختلف مكتبات العالم .

مؤلفاته في التاريخ :
ولم يكن كتاب تاريخ دمشق هو كل ما صنفه ابن عساكر في التاريخ فقد آلف كتباً تدخل في نطاق الكتابة التاريخية منها كتبه في فضائل المدن خاصة مكة المكرمة – المدينة المنورة – القدس – الخليل – عسقلان – كما كتب ابن عساكر في معاجم الرجال – وبخاصة الشافعية كما وضع معجماً في اثني عشر جزءاً ترجم فيه لأساتذته الذين سمع منهم وأجازوه وقد كتب في باب المعاجم : معجم أسماء القرى والأمصار التي سمع بها وهو جزء واحد ذكره ياقوت الحموي عن ابن عساكر في معجمه (معجم الأدباء) ومعجم الشيوخ النبل – (معجم الصحابة) . كما آلف كتاباً (فيمن وافقت كنيته كنية زوجته) وله أيضاً معجم عن مناقب الشبان ، والمعجم في تراجم الكتب الستة (البخاري – مسلم – النسائي – أبو داود – ابن ماجة – الترمذي) .

مؤلفاته الأخرى :
ومن مؤلفاته التي توضح شخصيته الدينية بشكل جلي كتابه (كذب المفتري فيما نسب إلى أبي الحسن الأشعري) وهو كتاب في علم الكلام رد به على الحسن بن علي الأهوازي وفيه ظهرت شدة تمسكه بآراء الأشاعرة وعميق تأثره بها فابن عساكر كان شافعي المذهب ولكنه أشعري المشرب فقد كان حريصاً على نقد كل الأفكار التي يمكن أن تدخل الانقسام في المجتمع الإسلامي من وجهة نظره ولذلك فقد رأى فيه الملك العادل رديفاً فعالاً لإنجاح خطته في دعم سياسته الدينية والجهادية .

ابن عساكر شاعراً :
لقد كان شعره من قبيل النظم ولم يكن ليرد أن يقال عنه أنه شاعر ، كما أنه لم يكن متفرغاً لهذا الفن إنما كان مثله مثل كتاب عصره ينظم الشعر ليلون أسلوبه في التأليف فقد كان متقناً لفن الشعر على بحوره المعروفة مستخدماً الألفاظ في مواقعها ووفق معانيها والشعر لديه وسيلة إيضاح وتثبيت ليس أكثر يضاف إلى ذلك ملاحظة لا بد منها وهي أ،ه بانتقائه لشعر من ترجم لهم من الشعراء كان يختار أجود شعرهم مما يدل على فهمه الأدبي الرفيع وحسن ذوقه ورفعة حسه الفني كما أن نثره من غير تكلف فهو يترك السجع حتى يسترسل في كلامه جارياً وراء الفكرة التي يريد أن يتحدث عنها بنثر أدبي جيد .

مؤلفاته السياسية :
ولم يكن ابن عساكر منقطعاً في مجالسه التدريسية وأماليه عن الظروف التي كانت تحيط ببلاده وهذا ما يرفعه إلى مرتبة العلماء العاملين المتأثرين والمؤثرين فهو لم يكن منزوياً في ركن بعيد جاهلاً ما يدور حوله بالرغم من زهده في المناصب وتعففه عن مغانم الدنيا ولذلك ألف مجموعة من الأمالي (المحاضرات) والكتب تتعلق بالحياة السياسية وخاصة في مجالي فضائل الجهاد وفضائل المدن التي كانت تقع تحت السيطرة الصليبية .

مواقفه المشرفة :
لقد وظف ابن عساكر علمه وموهبته في الحفظ والتأليف لخدمة بعث الفكر العربي الإسلامي ونهوض الأمة ووقف إلى جانب الملك العادل نور الدين محمود في عمله من أجل وحدة بلاد الشام ومصر منطلقاً إلى المغرب العربي في سبيل التحرير وإقامة دولة موحدة قوية تنهي عصر الدويلات والتشرذم والفرقة وتستطيع الوقوف في وجه أطماع الصليبين بوجه خاص والأطماع الخارجية بوجه عام .
لقد تجلي في شخصية ابن عساكر هذا التوظيف العملي لمفهوم العقيدة بحث طبقها عملياً في الوقوف إلى جانب القيادة السياسية ليس فقط بل في تحريض القيادة وتوجيهها بالاتجاه الذي يخدم المجتمع ولذلك نرى في شخصية ابن عساكر ومنهجه وضوحاً فكرياً وفي تصرفاته اتزاناً ومصداقية تؤكد عمق إيمانه ورسوخ عقيدته ووضوح نظرته ، إن هذا التوظيف للعلاقة بين العقيدة والسياسة والنجاح الذي حققته على صعيد بناء دولة موحدة وتحقيق الانتصار على الأعداء يؤكد أهمية دور العلماء في إثراء الحياة الثقافية للمجتمع وتحقيق تماسكه في إطار دولة تستمد قوتها من قوة شعبها ومنعته ووحدته وغنى حياته الثقافية والعلمية .

هدف كتابة تاريخ دمشق :
إن تفرده لا يأتيه من ضخامته وكثرة أجزائه ونزعته الشمولية إنما يأتيه من أمرين آخرين أحدهما الهدف البعيد الذي كان يرمي إليه ابن عساكر والآخر المنهج الذي كان يصطنعه : أما الهدف فكان يتمثل في إحياء السنة النبوية وعلومها وتواصل جهود علمائها بعد الذي اصاب المسلمين من تشتت خطير شطر العالم الإسلامي إلى هاتين الخلافتين الخلافة الأصل الخلافة العباسية في بغداد في المشرق والخلافة المنشقة العبيدية الفاطمية في المغرب وقد استقرت في القاهرة وأياً كان اختلاف الرأي في ذلك وانحراف الفكر وتجاوز الأصول فقد كان هناك إلى جانب الانشقاق الداخلي هذه الهجمات الخارجية الغازية هنا وهناك وهي هجمات حبذها الحقد أو الجهالة أو هما معاً ، وإذا كان الإسلام عقيدة وسلوكاً استطاع في شرقي البلاد الإسلامية أن يتمثل هذه الموجات البشرية الوافدة فإن الذي كانت تكنه الهجمات البشرية الآتية من الغرب من ثارات وتراث ومطامع لم يساعد على صهرها وإنما دفع العالم الإسلامي إلى مطاردتها وإلى خوض أعتى المعارك على مدى عقود (نحو مائتي سنة) من السنين في سبيل ردها على أعقابها واقتلاع جذورها ، إن العمل لهذا الهدف لم يكن حربياً فحسب إنه لم ينفصل عن صورته الفكرية والثقافية ومن هنا اتصل في وجدان ابن عساكر ما بين عمله في إحياء السنة النبوية وخدمة الحديث الشريف وبين العمل الآخر في المقاومة الحربية فقد كان واضحاً في الأذهان آنذاك ما يغيب عن أذهاننا أو عن أذهان بعضنا اليوم من أن صيانة حركتنا الإنسانية الكبرى وإحياء وجودنا الفكري الخصب إنما يبدأ من الحرص على أصالة هذا الوجود ورعاية مقوماته الأساسية التي يقوم بها وعليها .
وهاك جهود تبد ولكنها لم تضع أقدامها على الطريق الذي لابد من سلوكه طريق تغيير الذات عن طريق تغيير الذات نفسها وإحيائها عن طريق إحياء جوهرها الأصيل فيالنفوس وتزويدها بكل عناصر التابي والحفاظ والمقاومة وإتاحة الفرصة للجذور الذاهبة في الأعماق أن يتصل ما بينها وبين الفروع الذاهبة في الهواء عن طريق النسغ (سائل غذائي تمتصه الجذور من الأرض ويجري في الساق والأوراق بواسطة العروق) الذي تفرزه هذه الجذور .

مدينة وملك ومؤرخ - ثلاثة اجتمعوا في مدينة دمشق :
يا دمشق تاريخك تاريخ الإنسان رويت قصته منذ دب على الارض لأنه آثرك بسكناه وسايرته وهو يشيد حضارته نتاج تاريخك العزة والشموخ والنصر تفيضين الخير على ما حولك ومن حولك وتنشرين العدل والسلام وتبشرين بالإخاء والمحبة وكتب على سورك منذ القدم : تعيشين رغداً وم رامك بسوء قصمة الله – وثاني الثلاثة الملك العادل نور الدين الذين نهض بقواته من حلب الرابضة في الشمال تحمي الثغور وتذود العدو المغير ، كانت أوربة آنذاك قد أطبقت بجيوشها الجرارة على بلاد الشام وامتدت أطماعها إلى مصر ، والشام ممزقة بين ولاتها وحكامها لا تقوى على الدفاع ويأبى نور الدين وهو الوفي المخلص لقضايا شعبه يتحسس عواطفه المستترة ويستجيب لتطلعاته ويتبين قواه الكامنة ، لم يتسلل اليأس إلى قلبه ولم يعرف القنوط طريقاً إليه فأحبط المؤامرات وتغلب على العقبات جميعها ، وحد بلاد الشام ثم ضم إليها مصر وناضل بشرف حتى وافته المنية 569هـ وكان قد هيأ ومهد لخليفته صلاح الدين ليقود معركة النصر الكبرى في حطين ويفتح بيت المقدس ويحرر عسقلان ويتم دحر القوات الصليبية بعد أربعة عشر عاماً من وفاة الملك العادل نور الدين وثالث الثلاثة : ابن عساكر الذي كان يدرك واجبه في معركة التهيؤ والدفاع ، تخلى عن الدنيا ومناصبها وزخارفها ليقف نفسه إلى مثله الأعلى : توحيد النفوس وإثارة الحماسة فيها لزجها في معركة الوحدة والتحرير .

وفاته :
توفي في دمشق سنة 571هـ ودفن بها .

خاتمة :
لقد مشى السلطان صلاح الدين الأيوبي في جنازته يتقدم جموع المشيعين وكان حاسر الرأس على غير عادته وذلك دليل على علو مكانة ابن عساكر وعلى عظيم إجلاله وتقديره له .

ودمتم بخير وكل عام وانتم بخير اخوكم:محمود عجان عيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
HUNTER
مشرف
مشرف
HUNTER


عدد المساهمات : 78
نقاط : 10407
السُّمعَة : 38
تاريخ التسجيل : 14/11/2010
العمر : 30
الموقع : سوريا - الرقه

ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق   ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق I_icon_minitimeالأربعاء 17 نوفمبر 2010 - 7:10

شكراً للأخ محمود عالموضوع الجميل

_________________
عبد العزيز سويد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
S.H.H B
نائب المدير العام
نائب المدير العام
S.H.H B


عدد المساهمات : 235
نقاط : 10869
السُّمعَة : 138
تاريخ التسجيل : 11/11/2010
العمر : 31
الموقع : سوريا

ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق   ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق I_icon_minitimeالأربعاء 24 نوفمبر 2010 - 22:13


شكــــــــــــــــــرا لك على المعلومات المفيدة ...بانتظار جديدك ... ملك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد الحسين
مشرف
مشرف
أحمد الحسين


عدد المساهمات : 210
نقاط : 10642
السُّمعَة : 73
تاريخ التسجيل : 18/11/2010
العمر : 28

ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق   ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق I_icon_minitimeالأربعاء 24 نوفمبر 2010 - 22:19

مشكوووووور اخ محمود
على الافادة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الزالق
مشرف
مشرف
محمد الزالق


عدد المساهمات : 85
نقاط : 10429
السُّمعَة : 55
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
العمر : 29

ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق   ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق I_icon_minitimeالخميس 25 نوفمبر 2010 - 7:56

بارك الله فيك وسدد خطاك أخ محمود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ياسين الملا
نائب المدير العام
نائب المدير العام
ياسين الملا


عدد المساهمات : 891
نقاط : 11758
السُّمعَة : 139
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
العمر : 29
الموقع : ســــــــــالرقةــــــــــــورية

ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق   ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق I_icon_minitimeالسبت 4 ديسمبر 2010 - 21:39

مشـــــــــكور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.alrqa.com/vb/index.php
محمود عجان
مشرف
مشرف
محمود عجان


عدد المساهمات : 660
نقاط : 11307
السُّمعَة : 66
تاريخ التسجيل : 10/11/2010
العمر : 29
الموقع : ســـــ الرقة ــــورية

ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق   ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق I_icon_minitimeالأربعاء 15 ديسمبر 2010 - 6:13

الله يخليكم و يحفظكم بارك الله فيكم

_________________
[right]محمود عجان الحديد
ثانوية الرشيد
الصف الأول الثانوي
mahmoodak33_33@hotmail.com
mahmoodak33@yahoo.com
[/right]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ابن عســاكر وكتابـه تاريخ دمشق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثلوج في العاصمة (دمشق)
» ملحمة جلجامش (تاريخ:الصف العاشر)
» عاشر>تاريخ>حل اسئلة التعليل(الوحدة1+2)
» اعتذار عن الغياب عن المنتدى بعد تاريخ 2011 -2 -1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الرشيد التعليمي :: القسم العام :: من كل بستان زهرة-
انتقل الى: