طريق الجنة وطريق النار

طريق الجنة وطريق النار : إذا كنت مسافراً وحدك ،فرأيت أمامك مفرق طريقين :طريق صعب صاعد في الجبل ،وطريق سهل منحدر إلى السهل ... الأول : فيه وعورة وأشواك وحُفر،يصعب تسلُّقه، ويتعسَّر السير فيه ، ولكن أمامه لوحة كُتبت عليها :إن هذا الطريق على الرُّغم من وعورة أوَّله ، وصعوبة سلوكه ، هو الطريق الصحيح ،الذي يوصل إلى المدينة الكبيرة والغاية المقصودة . والثاني : فالطريق معبَّد ،تظلّله الأشجار ،وعلى جانبيه المقاهي والملاهي ، فيها كلُّ ما يلذ القلب ، ويسرُّ العين ، ويشنف الأذن ، ولكن عليه لوحة فيها :إن هذا طريق ٌ خطر مُهلك ،آخره الموت المؤكد والهلاك المحقق. فأي الطريقين تسلك ؟؟؟؟؟؟ لا شك أن الَنفس تميل إلى السهل دون الصعب ،والَّذيذ دون المؤلم ، وتحبُّ الانطلاق وتكره القيود ،هذه فطرة فطرها الله عليها ، ولو ترك الإنسان نفسَه وهواها ،وانقاد لها ،سلكَ الطريق الثاني .... ولكن العقل يتدخَّل ، يوازن بين اللذة القصيرة الحاضرة التي يعقبها ألم طويل ، والألم العارض المؤقت تكون بعده لذة باقية فبذلك يختار الطريق الثاني . فهنا مثال عن طريق الجنة وطريق النار : طريق النار : فيه كل ما هو لذيذ ممتع ، ويدفع إليه الهوى ، فيه النّظر إلى الجمال ومفاتنه ، فيه الاستجابة للشهوة ولذاتها ، فيه أخذ المال من كل طريق ،والمال محبوب مرغوب فيه ، وفيه الانطلاق والتحرير.... والطريق الجنة : فيه المشقات والصٍّعاب ، فيه القيود والحدود ،فيه مخالفة النفس ، ومجانبة الهوى ، ولكن عاقبة هذه المشقة المؤقتة في هذا الطريق ، اللذة الدائمة في الآخرة .... . وأخيراً اختر أخي المسلم مصيرك بين الجنة والنار

_________________

ياسين الملا
العاشر ثالثة

yassin.mala@msn.com

الله يسلمك ويخليك ومشكور على هذه الجهود